مصدر الصورة: Unsplash
يسعى الباحثين لبناء سيرة علمية حافلة بالإنجازات تحفظ لهم سمعة طيبة بين أقرانهم في الوَسْط البحثي. لذلك عدّ الالتزام بالمبادئ الأخلاقية للبحوث العلمية سمة أساسية لابد أن يتحلى بها الباحثين، حيث أنها تجنبهم الكثير من الأخطاء الأخلاقية والقانونية وتساعدهم في تقديم بحوث ذات جودة عالية وتزيد من فرص نجاحهم وتألقهم المهني.
سلامة المشاركين بالبحوث الصحية وحفظ خصوصيتهم تأتي أولاً
لعل من أهم الممارسات الغير أخلاقية هو تعريض صحة المشاركين للخطر، يجب على الباحث مراعاة سلامة الأفراد وذلك من خلال اتباع المعايير الأخلاقية ذات الصلة كإعلان هلسنكي. كما أن الباحث هو المسؤول عن مراقبة الممارسات التي قد تضر بصحة متطوعي الدراسة. ولابد عليه كباحث أن يتحقق من تحصيل الموافقة المستنيرة من جميع المشاركين بالدراسة وأن يعلم بأن سلامة المشاركين بالدراسة من أهم المهام لديه.
إن انتهاك الخصوصية من المشاكل التي يتساهل بها بعض الباحثين، ولكن الباحث هو المسؤول الرئيس عن حماية سرية معلومات المشاركين في البحث ويتحتم عليه اتخاذ التدابير اللازمة لذلك. وكباحث علمي يجب عليك معرفة أن الفشل في حماية خصوصية المشاركين في البحث يترتب عليه الدخول في مشكلات أخلاقية وقانونية خطيرة أنت بالغنى عنها إذا تجنبت ذلك.
حفظ الحقوق لأصحابها
القيام بنسخ أعمال الآخرين دون ذكر المصدر يعد سلوكً أخلاقي خطير. ويضم النسخ ليس فقط ما يتم اقتباسه من الآخرين، بل وما يقتبسه الباحث من أعماله الشخصية، ويطلق على هذا الخطاء الانتحال / الانتحال الذاتي. تعزي الأبحاث الى أن الأسباب وراء الانتحال الافتقار إلى المعرفة والكسل والخوف من الفشل والرغبة في الحصول على الاعتراف العلمي. فلذلك يجب عليك كباحث الابتعاد عن إعادة عرض نتائج منشورة فعلًا دون ذكر مصدر هذه المعلومات.
أخطاء التأليف: تعرف بأنها الممارسات السلوكية الخاطئة في مصدر التأليف، إما عن طريق تضمين المؤلف ("الضيف") أو استبعاد المؤلف ("الشبح"). قد ينشأ تغير ترتيب التأليف أو إدراج أو حذف المؤلف أو عدد المؤلفين إلى نزاعات بالتأليف. من المعتاد للغاية طلب إدراج المؤلفين بعد التقديم أو حتى بعد النشر، والمشكلة تكمن إذا أنكر المؤلف المشارك أنه أصبح جزءًا من سوء التصرف هذا. لذلك كباحث عليك مراعاة النزاهة البحثية وتجنب استبعاد أسم أحد المؤلفين، كمؤلف الشبح وهو شخص تم حذفه من قائمة المؤلفين على الرغم من أهليته للتأليف. أو إضافة أسماء مؤلفين كمؤلف الضيف أو مؤلف الهدية وهو شخص تم إدراجه كمؤلف على الرغم من عدم أهليته للتأليف. وبحسب دراسة علمية في المجتمع العلمي، تمثل نزاعات وسوء التصرف في التأليف لورقة بحثية ما بين 2٪ إلى 11٪ من جميع الخلافات الأخلاقية للنشر. لذلك يجب عليك كباحث الاتفاق على ترتيب أسماء المؤلفين بالفريق البحثي قبل نشر الورقة البحثية، والحرص على أن يكون قراراً مشتركاً لجميع المؤلفين المشاركين بالورقة العلمية. نحن نعلم أن التأليف يعدّ بوابة للترقيات والمكافآت الأكاديمية والمهنية الأخرى. في المقابل، هذا ليس مبرراً للأقدام على ارتكاب أخطاء التأليف، فأحرص على تجنب ممارسة الممارسات السيئة للتأليف.
الأمانة العلمية
سوء التوثيق والتدوين ما لم يدون فهو لم يحدث أبداً. لذا يجب عليك كباحث أنت وفريقك توثيق جميع ما تقومون به في صورة منظمة وسهلة الوصول ويمكن للغير الاستفادة منه. يجب عليك تقديم وصف دقيق للعمل المنجز بالإضافة إلى المناقشة الموضوعية لأهميته. يجب عليك عدم تقديم معلومات ملفقة أو التلاعب واختلاق البيانات، والتي تعد من الممارسات الأخلاقية الموجبة للعقوبة لذلك انتبه من القيام بذلك لأنها تعد أحد أخطر أشكال سوء السلوك الأخلاقي البحثي. تشير الدراسات البحثية إلى أن 2٪ من الباحثين قاموا بتزوير أو تلفيق البيانات طوال حياتهم المهنية. أيضا قد يُطلب منك كمؤلف تقديم البيانات الأولية فيما يتعلق بالورقة البحثية. لذلك يجب أن تكون مستعدا لتوفير وصول العامة إلى هذه البيانات، ويجب عليك أن تهتم بحفظ البيانات البحثية الخاصة بالدراسة على حسب الأنظمة الرسمية.
يعرف المنشور المكرر أو الزائد بأنه إصدار ورقة تتداخل بشكل كبير مع ورقة تم نشرها فعلاً، ولكن لا توجد إشارة واضحة إلى المنشور السابق. ما لم يكن هناك إشعار واضح بأن المؤلف والمحرر يعيدان نشر مقال عن عمد، فإن كل شيء متاح في المجلة للقراءة أصلي وفقًا لقانون حقوق وأخلاقيات النشر. ولكن إذا لم يحصل القراء على الأوراق الأخرى، فستكون كل ورقة أقل جوهرية وستكون معرفة القراء أقل. عمومًا، ينبغي عليك كمؤلف عدم تقديم تقديمات تفصيلية عن نفس الدراسة في أكثر من مجلة واحدة أو مطبوعة أولية. من ناحية أخرى، يستثنى من ذلك الاستخدامات التالية للعمل ليكون منشورًا سابقًا: نشر الملخصات، ونشر الأطروحة الأكاديمية، وإصدار ما قبل الطباعة الإلكترونية كلها خيارات. نتيجة لذلك، يعد تكرار النشر انتهاكًا لقانون حقوق النشر وكذلك سلوك غير أخلاقي. إضافةً إلى ذلك، فإن تكرار النشر يهدر الموارد الشحيحة ويؤدي إلى ترجيح غير صحيح لنتائج دراسة واحدة. في أحد التحاليل البحثية التلوية/البعدية، تم اكتشاف أن منشورات مكررة من Ondansetron ساهمت في المبالغة بنسبة 23 ٪ في تقدير فعاليتها.
الأخطاء الجوهرية في المصنفات المنشورة من المشاكل الأخلاقية الجسمية. لذلك تقع على عاتقك كمؤلف مسؤولية تنبيه محرر المجلة أو الناشر بسرعة للأخطاء الخطيرة أو عدم دِقَّة أعمالك المنشورة والعمل مع المحرر لسحب المنشور أو تعديله. فلا تترد بأخذ الخطوة لتصحيح المشكلة، لتجنب نشر مثل هذه الأخطاء، يجب على المؤلفين تصحيح أوراقهم بدقة خلال عملية إنتاج الورقة البحثية.
تضارب المصالح هو مجموعة من الظروف التي تخلق خطرًا على الحكم المهني أو الإجراءات المتعلقة بمصلحة أساسية ستتأثر بشكل غير ملائم بمصلحة ثانوية. تضارب المصالح هو سمة غير واضحة للقارئ أو المحرر ولكن يمكن أن تؤثر على حكمهم أو حيادهم. يتعاون الأكاديميون والعلماء والباحثون بشكل متكرر مع شركات الأدوية والتكنولوجيا الحيوية لإنتاج منتجات تفيد المجتمع. ومع ذلك، كانت هناك حالات أدت فيها الروابط المالية وغير المالية بين الباحثين والشركات إلى تهديد نزاهة البحث. الإفصاح عن تضارب المصالح هو المطلب الأساسي لمنع التحيز المرتبط بالإسناد في البحث. أنتج ICMJE نموذجًا مشتركًا للكشف عن أي تضارب مصالح يجب أن يوقعه كل مؤلف مشارك بشكل فردي، ويجب تحميله مع ملفات الورقة البحثية. لا يهدف نموذج الإفصاح إلى منع المؤلفين الذين لديهم أي تضارب مصالح محتملة من النشر. من المقصود فقط أن يتم الإعلان عن أي تعارض محتمل حتى يتمكن القراء من تكوين حكمهم الخاص حول النتائج والملاحظات. يعود للقراء تحديد ما إذا كانت المصلحة الخارجية للمؤلفين قد تعكس تحيزًا محتملاً في عرض الاستنتاجات المقدمة. من المفترض أن يعلن المؤلفون عن تضارب المصالح في نص المخطوطة البحثية المخصصة للقراء.
الخاتمة
تذكر دوماً بان النشر مسؤولية وأمانة يترتب عليها حقائق علمية، فلا تتهاون واجعل النزاهة البحثية شعارك خلال مسيرتك العلمية. إياك والتردد عن السؤال عند الحاجة، حاول زيادة معرفتك حول النشر الأخلاقي لكيلا تقع في فخ الممارسات السلوكية البحثية السيئة.
المراجع:
1. World Medical Association (2013). World Medical Association Declaration of Helsinki: ethical principles for medical research involving human subjects. JAMA, 310(20), 2191–2194. https://jamanetwork.com/journals/jama/fullarticle/1760318
2. Ghassan, Faddi & Saleh Velez, Faddi & Bonin, Camila & Chalita, Maria & Falcao, Denise & Fregni, Felipe & Amorim, Rivadavio. (2016). Avoiding mistakes while writing scientific manuscripts in health sciences/Como evitar erros durante a redação de manuscritos científicos nas ciências da saúde. Geriatrics Gerontology and Aging. 10. 49-56. 10.5327/Z2447-211520161023.
3. Goodman and the Late Dr Martin B. Edwards. Medical Writing: A Prescription for Clarity: A Self-Help Guide to Clearer Medical English: Fourth Edition. Cambridge University Press 978-1-107-62815-1.Fourth edition 2014,from https://assets.cambridge.org/97811076/28151/frontmatter/9781107628151_frontmatter.pdf.
4. World Health Organization. (2013). Ethical issues in patient safety research: interpreting existing guidance. https://apps.who.int/iris/handle/10665/85371
5. Nir Eyal, Is There an Ethical Upper Limit on Risks to Study Participants? Public Health Ethics, Volume 13, Issue 2, July 2020, Pages 143–156, https://doi.org/10.1093/phe/phaa028
6. Singhal, S., Kalra, B.S. Publication ethics: Role and responsibility of authors. Indian J Gastroenterol40, 65–71 (2021). https://doi.org/10.1007/s12664-020-01129-5
7. Fanelli, Daniele. "How many scientists fabricate and falsify research? A systematic review and meta-analysis of survey data." PloS one 4.5 (2009): e5738
Commentaires